لدى تسلمه جائزة ابن رشد للفكر الحر في برلين يوم الخميس الماضي المصادف 8 ايلول، دعا الدكتور سعد سلوم المنسق العام لمؤسسة مسارات الى تشريعاتٍ تجرّمُ العنصريةَ بكافة أشكالِها وعلى رأسِها العنصريةُ العرقيةُ وخطاباتُ الكراهيةِ بمنصاتِها ومنابِرها المختلفة، جاء دعوته هذه في سياق خطابه لتسلم جائزة ابن رشد للفكر الحر في برلين لعام 2022، حيث أشار الى ضرورة التصدي للمارسات العنصرية تجاهَ الأقلياتِ العرقية، وبضمنِها التمييزُ الراسخُ ضد سودِ البشرة مشيرا الى إنه “أعتقد أنَّ البدايةَ لا بدَّ وأن تكونَ مع تشريعاتٍ تجرّمُ العنصريةَ بكافة أشكالِها وعلى رأسِها العنصريةُ العرقيةُ وخطاباتُ الكراهيةِ بمنصاتِها ومنابِرها المختلفة. يلي ذلك إعادةُ النظرِ في المناهج الدراسية للتأكد من خلوِّها من أيّ خطابات كراهيةٍ وإن كانت غيرَ مقصودة، مع رفدِها بما يعزز ثقافةَ التنوعِ والمساواة وتقبلِ الأخر والتي من دونِها لا يمكن إحرازُ تغيير حقيقي في مسارِ بناء دولة المواطنة.”
ومن الجدير بالذكر أن سلوم من مؤسسي المركز الوطني لمواجهة خطابات الكراهية في العراق وهو أول مركز من نوعه يقوم برصد وتحليل ومواجهة خطابات الكراهية، وقام المركز المذكور ضمن مؤسسة مسارات بمجموعة من الحملات التي رفعت من المناعة المجتمعية ضد خطابات الكراهية وتأثيراتها الهدامة في المجتمع العراقي.
وحث سلوم في سياق الإشارة الى عمل مؤسسة مسارات لحماية التنوع الديني في العراق والعالم العربي الى اهمية ” النضالُ من أجل توسيعِ دائرة الاعتراف بالأقليات الدينية غير المعترف بها” مشيرا الى أننا “بحاجةٍ إلى ثورةٍ ضدَّ النهجِ الحصريّ لحريةِ المعتقد، والذي يتعارضُ مع روحٍ عالميّة لحقوق الإنسان، تقومُ على احترامِ الكرامة الإنسانية للجميع. إذ يبقى الفهمُ الواسعُ لحريةِ المعتقد خِيارًا قادرًا على إنصافِ التنوعِ الغني في بلدان المنطقة”.كما دعا الأكاديمي والخبير في شؤون التنوع الديني الى تغييرُ تقاليدِ الكتابةِ عن التنوعِ في العالم العربي إذ أشار في خطابه بمناسبة الجائزة ” لم يعُدْ هناك مكانٌ لتاريخٍ انتقائيٍ مُؤَدْلجٍ، لا سيما مع مخاطرِ نهايةِ التنوع في الشرق الأوسط. لذا، أدعو الباحثينَ العربَ إلى التخلِّي عن حذرِهم اللاعقلاني وإبرازِ أهميةِ التنوع وسبلِ إدارتِهِ الرشيدة. وبعد أن حاولتُ خلال ثمانية عشر مؤلَّفًا إثارةَ الاهتمامِ بالتنوع، كمَصدر غنًى وعامِلِ وَحْدةٍ وسطَ سياساتِ الانقسامِ السائدة، أتمنَّى أن أرى اهتمامًا مُماثلًا، يشملُ المنطقةَ بأسرِها” .
من ابرز الشخصيات الفائزة بجائزة ابن رشد في الأعوام الماضية من المفكرين والمثقفين العرب: محمد اركون، محمد عابد الجابري، نصر حامد أبو زيد، سمير امين، محمود أمين العالِم، عزمي بشارة، صنع الله ابراهيم، راشد الغنوشي، ويعد سلوم أول مثقف عراقي يفوز بالجائزة.
وكانت الجائزة قد منحت هذه السنة لصالح شخصية أو مؤسسة ساهمت في تعزيز وحماية الحريات الدينية، ومقاومة النزعة الطائفية والتمييز بين المواطنين على أساس ديني، و دعم الاعتراف بالتنوع من اجل بناء مجتمع يسوده السلم الاجتماعي. وهي عادة تمنح “لمن قام بدور في دعم ونشر الفكر الديمقراطي الحر والديمقراطية والإبداع في البلاد العربية”.