رصدت مؤسسة مسارات MCMD في المدة الممتدة من 25/9 – 25/10/ 2017 تصاعد خطاب التحريض على الكراهية والعنصرية في وسائل الإعلام العراقية، وتصاعدت نسب تلك الرسائل من 37 رسالة تحض على الكراهية قبل التاريخ اعلاه الى 176 رسالة في المدة المحددة اعلاه والمرتبطة باجراء الاستفتاء على الانفصال في اقليم كردستان، وما تبعه من بسط السلطة الاتحادية سيطرتها على محافظة كركوك.
و في هذا السياق، تؤكد مؤسسة مسارات على اهمية ابتعاد السياسيين والصحفيين ووسائل الإعلام عن خطابات الكراهية والعنصرية والتحريض على الكراهية التي تعد مخالفة للتشريعات الوطنية والدولية التي تعدها جرائم لا تسقط بالتقادم.
كما تؤكد “مسارات” على اهمية دور كل صحفي وناشط مدني وسياسي في مواجهة خطاب الكراهية وعدم الترويج له وبث روح التعايش والسلم الأهلي في فترة استعادة الثقة بين مكونات المجتمع العراقي ما بعد داعش.
و في هذا السياق نصت المعايير الدولية بشكل واضح على تحريم خطابي التحريض والعنصرية في المادتين 19 و20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، إذ نصت المادة 19 ثانيا على انه (لكل إنسان الحق في حرية التعبير، ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود)، إلا انها حددت هذا الحق بالفقرة الثالثة التي تنص على انه ( تتبع ممارسة الحقوق المنصوص عليها في الفقرة 2 من هذه المادة واجبات ومسؤوليات خاصة، وهي،احترام حقوق الآخرين أو سمعتهم وحماية الأمن القومي أو النظام العام ).
اما المادة 20 ، فحظرت أي دعاية للحرب او للكراهية او العنصرية بحسب نصها الذي يقول :
1- تحظر بالقانون أية دعاية للحرب،
2. تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.
وتنبه مؤسسة مسارات كل من نقابة الصحفيين العراقيين وهيئة الاعلام والاتصالات، الى تحمل مسؤولية قانونية واخلاقية ومهنية في تقنين وتحديد المنصات والمنابر المروجة لخطاب التحريض على الكراهية في وسائل الإعلام العراقية، وندعوها لإتخاذ اجراءات رادعة بحق مروجي الكراهية زمنتجي خطاباتها التحريضية بالسرعة الممكنة والتي تهدد بمزيد من التفكك الاجتماعي واشاعة عدم الاستقرار السياسي والنفسي والاجتماعي للافراد والجماعات على حد سواء.
كما تطالب مسارات مجلس النواب العراقي باتخاذ موقف حازم من اعضاءه الذين يشاركون في الترويج لخطابات الكراهية، في الوقت الذي تقع عليهم مسؤولية توفير غطاء حماية لصناع السلام و حماية التنوع الديني والاثني واللغوي الذي يشكل ثروة البلاد الدائمة.
مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية 2017
لتحميل الملف الرجاء الضعط هنا