هذا هو التقرير الثاني الصادر عن مؤسسة مسارات بالاشتراك مع مؤسسة هارتلاند، بعد تقريرها الاول (في مهب الريح)، وهو مخصص للمشاركة السياسية للاقليات في 93 صفحة، ويقدم الخريطة السياسية لتيارات الاقليات، ويعد بذلك مصدرا لا غنى عنه في فهم مطالب هذه التيارات وطبيعة تمثيلها. تبدو اهمية المشاركة الفعالة والهادفة للأقليات في الساحة السياسية العراقية، في كونها عنصرا محوريًا في تجنب نشوب نزاعات عنيفة، وعاملا مهما في الاستقرار السياسي ومشجعا على وقف هجرة افراد الاقليات.وإذا كان يحق لأفراد الأقليات المشاركة في عمليات صنع القرار، لا سيما تلك التي تعنيهم، فإن تمثيل ومشاركة الأقليات في العملية السياسية ومؤسسات الحكم قد تقيَّد قصدًا، أو تتعرض للحرمان عن غير قصد من جراء القوانين أو السياسات او عدم الاعتراف بالاقليات كما هو حال العراقيين من اصول افريقية والكاكائيون الذين لم يرد اسمهم في الدستور وليس هناك تمثيل سياسي لهم في البرلمان، او تتعرض لتحريم ومنع قانوني مثل البهائيين الذي ما تزال قرارات مجلس قيادة الثورة التي تحرم النشاط البهائي غير ملغاة على الرغم من معارضتها للدستور ، أو قد تغيب الإرادُة السياسية اللازمة لإزالة العوائق الهيكلية التي تحول دون مشاركة الأقليات بشكل كامل وعلى قدم المساواة، وهو ما يسجله معظم ممثلوا الاقليات الذين تم اجراء مقابلات معهم على تجربة المشاركة السياسية للاقليات في العراق.اعتمد التقرير على اجراء مقابلات معمّقة، اجريت في اماكن مختلفة من العراق، وبعضها اجري خارج العراق، ففي داخل العراق اجريت مقابلات في : بغداد، البصرة، كركوك، اربيل، دهوك، حلبجة، الديوانية. اما خارج العراق فقد اجريت بشكل خاص في ميشغان (الولايات المتحدة). والمانيا (هانوفر) وكان تاريخ اجراء غالبية المقابلات بين شهري تموز وايلول، وبعضها اجري في شهر تشرين الاول 2015.يهدف التقرير الى تقديم تصور مناسب لصناع القرار داخل العراق، والمجتمع الدولي حول اهمية تحسين مشاركة الاقليات في الحياة العامة، فالإقرار بالحق في المشاركة الفعالة هو إقرار بأن مشاركة الأقليات في شتى مجالات الحياة أمر ضروري لإرساء مجتمع يسوده العدل ولا يقصي أحدًا من أفراده.
http://masaratiraq.org/wp-content/uploads/2016/01/تقرير-المشاركة-السياسية-جاهز-للتحميل.pdf