فتحت مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية بالتعاون مع المجلس العراقي لحوارالاديان حوارا مع النخبة المثقفة والاكاديمية في بغداد، منخلال فعالية ثقافية في شارع المتنبي تحت شعار “تعزيزاً للحوار و التنوّع الخلاّق” والتي ضيّف فيها بيت المدى للثقافة والفنون اعضاءً المجلس : السيد جواد الخوئي والأب أميرججي الدومنيكي والشيخ رعد الكيلاني والترميذا علاء عزيزو السيد سعد سلوم الذي قدم وأدار الجلسة.
وشرح اعضاء المجلس خلفية تأسيس المجلس اذ بد أالاب اميرججي باشارته الى ان النخبة المثقفة هم أمل العراق واختفاؤها يعني اختفاء العراق. وتحدث الاب اميرعن بداية مبادرة الحوار الاسلامي المسيحي التي تحولت بعد ثلاثة اعوام من العمل على مشروع المجلس العراقي لحوار الاديان،ثم انتقل الاب امير لشرح تحديات الوجود المسيحي في العراق، مشيراً الى تأزم وضعهم واستهدافهم في حين ان جذورهم تمتد عميقاً في تاريخا لعراق منذ القرن الأول. ثم استفاض في شرح مشروعات مرافقة للمجلس يقوم بها الاباء الدومينكان مثل تأسيس اكاديمية للعلوم الانسانية في تواصل مع الدورالذي لعبه المسيحيون في النهضة الثقافية في تاريخ العراق المعاصر لافتاً الى اهمية القيم الانسانية في العراق. مبيناً انه بسبب الحروب فقدت الكثير من القيم الانسانية ،و هذه الجامعة كفيلة بتخليص البلد من هذا الكابوس. منوهاً الى انها تضم الكثير من الطلبة المسلمين وغيرهم لكون هدفها تقديم خدمة وطنية لعموم العراق.
في حين استهل السيد جواد الخوئي حديثه بوصف مدينة النجف بعيداًعن كونها محافظة ضمن جغرافية الوطن. مبيناً انها مدرسة فكرية عمرها ألف سنة تقريبا، ولها طابع وسمة مختلفة عن المدارس الاسلامية الأخرى. ومن ثم تطرق الى مشاريع الحوار التي تقوم بها مؤسسة الخوئي وطموحا الذي تبلور مع الشركاء في تأسيس المجلس العراقي لحوار الاديان، مؤكداعلى اهمية ودور النجف وانفتاحها على الحوار على جميع الاصعدة .
وفي غضون ذلك أعلن الشيخ الدكتور رعد الكيلاني أنه حضر الى شارع المتنبي ليصلّي في محراب المعرفة ، فهي أقرب مما يمارسه الكثير في دور العبادة. مشيراً الى انه سعيد بلقاء الوجوه الطيبة الحريصة على معرفة شيء كانت تجهله وهو الاعتراف. وقال: الاعتراف ضروري ، واني أعترف الآن امامكم باعتذاري لله على مايحدث باسمه على الارض ، واعتذر للإنسان الذي يستباح دمه وعرضه بتبرير لاهوتي ضمن إطار ديني عقائدي. مع الأسف ان يتحول الدين الى طائفة إبادة ، ومجموعات محملة بتراكمات الكراهيات والاكراهات التي تمارسها على الآخر. مشيراً الى اننا نمتلك ثقافة فيها استعلاء على الآخر و إقصاؤه، وهي جزء من البنية التي تشكلت عقولنا بمقتضاها. وقال متسائلاً: من اين يأتي هذا النفس العدواني والرغبة بالقتل .؟ وشرح الكيلاني أخرنشاطات المجلس و لاسيما تمثيله في مؤتمر دولي في كوريا تحت عنوان الدين والسلام .
وبيّن الترميذا علاء عزيز أن سبب انضمام الصابئة المندائيين إلى هذا المجلس هو انهم أول من سكن أرض العراق وقد رفدوا الحضارة الرافدينية بالكثير من العلماء والشعراء والاطباء والمثقفين. وقال: لزاماً علينا ان نقوم بالدور الذي قام به أجدادنا من خلال تقديم خدمة لبلدنا حين يحتاجنا، لذا كانت فرحتنا كبيرة بتلبية دعوة الانضمام لهذ االمجلس المبارك. مشيراً الى انه مدعوا الى الكثير من المؤتمرات ولكن مجرد كلام من دون أية نتائج. وقال: لكن منخلال هذا المجلس نحن مستمرون في العمل والعطاء ولقاءاتنا مستمرة على مستوى المراجع الدينية والندوات الثقافية.
وختم عضو المجلس السيد سعد سلوم النقاش بتوضيحه الفكرة الاساسية من هذا البناء هو إيماننا بالتنوع ، فلا وجود لهوية وطنية للعراق مندون هذا التنوع. مشيراً الى ان المثلية الدينية والاجتماعية تؤدي الىتقسيم العراق حين نفقد التنوع، لأننا سنكون امام مناطق صافية دينياً وعرقياً وطائفياً. وقال : لذلك ركزنا على أهمية ثقافة التنوع ،تحت شعار مختلفون كجماعات متساوون كأفراد.
وبعد الجلسة فُتح باب النقاش وطرح الآراء وقد عبّرخلالها الحضورعن تفاعلهم مع الندوة وما طرحه اعضاء المجلس من مفاهيم وتعريفات و آراء.. وقد تداخل ممثلون عن الاقلياتا لدينية في موضوعات حرية الدين والمعتقد والحواروالهوية الوطنية والمواطنة .