برنامجُ عملِ المجلس العراقي لحوار الاديان
في إطارِ هذهِ الرؤيةِ يوجِهُ المجلسُ العراقيُّ لحوارِ الأديانِ مجموعةً من الأهدافِ مبنيةً على نحوٍ يضمنُ الحفاظَ على هويةِ البلادِ وتأكيدَها على قاعدةِ المواطنةِ، ويرسخُ التعايشَ الأهليَّ في المجتمعِ، ويبلورُ رغبةَ المجتمعِ المشروعةَ في الأمنِ والسلامِ والعدالةِ الاجتماعيةِ، ومن أهمِ هذهِ الأهدافِ:
– العملُ المشتركُ بين القادةِ الدينيينَ والمدنيينَ لحمايةِ المكوناتِ في العراقِ من خلال حوارٍ فاعلٍ للأديانِ.
– توسيعُ دائرةِ الحوارِ، ليضمَّ المثقفينَ، والأكاديميينَ، وناشطي المجتمعِ المدنيِّ، والعلماءِ الدينيينَ والمدنيينَ لتحقيقِ أهدافِ المجلسِ.
– تشجيعُ الخطابِ الدينيِّ المعتدلِ، والتصدي لخطاباتِ الكراهيةِ التي تتبنى تفسيراتٍ غيرَ مسؤولةٍ للنصوصِ الدينيةِ، ومن ثمَّ يمكنُ الحديثَ عن مشروعٍ إصلاحيٍّ يتبنى التفسيراتِ والمواقفَ الوسطيةَ التي تتجسدُ في جوهرِ الرسالاتِ السماويةِ التي تعززُ العملَ المشتركَ، من أجلِ السلامِ، وتوضحُ طبيعةَ الجوهرِ الواحدِ للأديانِ، من أجلِ خيرِ الإنسانِ وصلاحِهِ .
– الدفاعُ عن الحريةِ الكاملةِ للمعتقدِ، وحريةِ التفكيرِ، والحريةِ الشخصيةِ، واختيارِ الدينِ والقوميةِ للعراقيينَ كافةً، بما يتفقُ مع الدستورِ العراقيِّ، والاتفاقياتِ الدوليةِ، ومع ما تضمنُهُ الشرائعُ السماويةُ.
– التصدي للتمييزِ بجميعِ أشكالهِ على أساسِ الدينِ، أو المعتقدِ، أو اللونِ، أو العرقِ، أو الجنسِ، ولكلِّ فعلٍ من شأنهِ الانتقاصُ من كرامةِ الإنسانِ .
– احترامُ التعدديةِ الدينيةِ والثقافيةِ من خلال تبني مناهجَ ثقافيةٍ ودراسيةٍ، تتلاءمُ مع تعدديةِ المجتمعِ الدينيةِ والإثنيةِ، وتنوعهِ الثقافيِّ، وبما يرفعُ من أهميةِ ومكانةِ هذهِ التعدديةِ في بناء عراقٍ ديمقراطيٍّ موحدٍ.
– الدعوةُ لصيغةٍ توافقيةٍ لإدارةِ الاختلافِ من خلالِ ترسيخِ آلياتٍ لإدارةِ التعدديةِ الدينيةِ والإثنيةِ، تمنعُ تحولَ الاختلافاتِ إلى خلافاتٍ، وعلى نحوٍ يكفلُ التساويَ بينَ مكوناتِ المجتمعِ، على قاعدةِ المواطنةِ، واحترامِ الحقوقِ الفرديةِ للمواطنِ، والحقوقِ الجماعيةِ للمكوناتِ.
– تأكيدُ أهميةِ “حياديةِ الدولةِ” باتجاهِ مختلفِ المكوناتِ والمعتقداتِ، وبشكلٍ يعززُ تكافؤَ الفرصِ للعراقيين كافةً، في الحقوقِ السياسيةِ والاقتصاديةِ والثقافيةِ.
– عدمُ المساسِ بأيِّ شكلٍ من الأشكالِ بالمقدساتِ الدينيةِ والرموزِ المقدسةِ للأديانِ جمعاءِ.
سوفَ يتبنى المجلسُ مختلفَ الوسائلِ لتحقيقِ هذهِ الأهدفِ، كتنظيمِ الزياراتِ المشتركةِ، وعقدِ الندواتِ والمؤتمراتِ والحلقاتِ النقاشيةِ، وإصدارِ المطبوعاتِ وإنتاجِ الأفلامِ الوثائقيةِ، وكلِّ ما من شأنهِ تحقيقُ هذهِ الأهدافِ بصورةٍ مشروعةٍ.
في سياقِ ذلكَ يعلنُ المجلسُ استقلاليتَهُ الماليةِ، إذ إنَّهُ سيعتمدُ في تمويلِ نشاطاتِهِ على اشتراكاتِ أعضائِهِ وتبرعاتِهم حصراً.
ونعتقدُ أنَّ تحقيقَ هذهِ الأهدافِ كفيلٌ بجعلِ العراقِ تجربةً ملهمةً لبلدانِ الشرقِ الأوسطِ التي تمرُّ شعوبُها بريحِ التغييرِ من دونِ بوصلةٍ هاديةٍ، وتتعرضُ ثقافاتُها التعدديةِ إلى خطرِ التحولِ إلى ثقافاتٍ أحاديةٍ، ومن ثمَّ نحنُ نؤمنُ بقدرةِ العراقِ التعددي على أن يرتقيَ بما ينسجمُ ورسالتَهُ الحضاريةَ التي عرفَها العالمُ القديمُ، والتي شهدتْ انطلاقَ النبيِّ إبراهيمَ (عليهِ السلامُ) من أرضِهِ في “أور”، تلكَ الرحلةُ التي أعطتْ معنى جديداً للعالمِ القديمِ، وجعلتْ منهُ جسراً بين الثقافاتِ والأديانِ والحضاراتِ على مرِّ الأزمانِ.
بغداد
14 آذار 2013
في الرابعَ عشرَ من آذارِ العامِ ألفين وثلاثةَ عشرَ
جواد الخوئي أمير ججي سعد سلوم
مؤسسة الامام الخوئي الخيرية الآباء الدومنيكان في العراق مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية