كتب : جميل قوال / سنجار.
عندما تقدمت للمشاركة عبر رابط نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لم أتوقع أن يكون البرنامج بهذه الخصوصية والشمولية والتميز. مع انها المرحلة الاولى فقط من اصل ست مراحل يتكون منها برنامج بالحوار نبقى ونرتقي.
كنت أظن ببساطة أن المخيم سيشمل ورش عمل وأنشطة محدودة. لكن التجربة فاقت توقعاتي؛ فقد تضمنت حوارات مع شخصيات بارزة من خلفيات دينية وإثنية متعددة، وزيارات إلى معالم مهمة كان لها معنى خاص بالنسبة لنا جميعاً.
أنا كشخص إيزيدي من أبعد نقطة في العراق، كانت هذه زيارتي الرسمية الأولى إلى بغداد، وكانت لحظة مميزة بالفعل. كان لي شرف الحوار مع إحدى ابرز الشخصيات الدينية الشيعية البارزة في بغداد … اية الله الفقيه #حسين_اسماعيل_الصدر ، وقد أثبت هذا اللقاء الدور المحوري الذي يمكن أن يؤديه رجال الدين في بناء مجتمع متماسك. وقد لمسنا في حديثه كيف يمكن للجذور الدينية أن تتكامل مع الفكر المستنير لصناعة خطاب جامع. هذا اللقاء جعلني أعيد النظر في دوري كفرد، وأفكر بجدية في تخصيص جزء من حياتي للعمل من أجل مجتمع يحتضن الجميع دون تمييز.
وعلى الجانب الآخر، كان ممثلو الأقليات الأخرى مثالًا على التسامح والسلام. فقد كانت زيارتنا للكنيسة الأرمنية ولقاؤنا مع الأرشميدنت أوشاكان كولكوليان مصدر إلهام لي، ودافعًا للعمل من أجل قضية إبادة الإيزيديين.
اما اللقاء بممثل الديانة الزرادشتية فقد كشف لنا عن جمال التنوع حين يعيش بتناغم داخل مجتمع واحد.
على الجانب الاخر ومن اجمل الانتقالات في أنشطة البرنامج كان التعايش مع عائلات بغدادية واحدة من اجمل أنشطة البرنامج. ولا يسعني إلا أن أعبّر عن امتناني العميق للعائلات التي استضافتنا، لا سيما عائلة السيدة التربوية نبيهة المحاسن شقيقة الكابتن الطيار احمد ثويني الذي غامر بخياته لإنقاذ حياة المواطنين في مدينتي سنجار. أبان الإبادة التي مرت علينا عام ٢٠١٤
كانت الدعوة كريمة والطعام لذيذ، والأهم من ذلك هو الشعور الصادق بالترحاب.
باختصار، سيبقى هذا المخيم واحدًا من أجمل التجارب التي خضتها في حياتي. أشكر فريق مسارات وكل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة. لقد أثبتت هذه التجربة قوة الحوار وأثارت فيّ الحافز للاستمرار في طريق بناء السلام.
متشوق جدا للخطوات القادمة في رحلة الحوار مع باقي المكونات العراقية في عموم مدن بلدنا الجميل… اشعر انها رحلة استكشاف يحتاجها الجميع واتمنى ان يجرّبها كل الشباب.
