لم تكن فكرة التفاعل مع المكونات الأخرى ترد على مخيلتي بالشكل الذي عشته في مخيم بالحوار نبقى ونرتقي، كان البرنامج فرصة العمر لي شخصياً ، حيث جعلني أتفاعل مع الهويات المختلفة ، وأتعرف على ثقافة الآخر .
صارت المسافة بيني وبين المختلف عني بالعقيدة والمذهب قد تقلصت بعد هذا التعايش وإن كانت خلال أيام قليلة .
ادركت بعدها ان حقيقة الأختلاف هي مصدر غنى واختلاف التفاصيل بين الاثنيات هي مصدر قوة للفرد والمجتمع ، وادركت عمليا بأن الهوية الوطنية العراقية من الممكن ان تتحقق على أرض الواقع.
كان المشاركون الذين رافقوني في المخيم ممثلين لكل مكونات المجتمع وهو ما لامس روحي ، حيث شعرت إن العراق بأكمله يرافقني في هذهِ التجربة.
هذهِ التجربة جعلتني أعرف بأن خطاب السلام والوئام موجود في جميع الديانات والطوائف وبأن المتصدين لهذا التقارب الحيوي ما بين اصحاب العقائد المختلفة يدهم ممدودة بإتجاه الآخر وآراها متلهفة لتكوين نسيج وطني حقيقي لا يمكن إختزاله بتعصبٍ أو تطرفٍ يعكر صفو أجواء الحوار والتقارب .
الأروع في هذه التجربة هو التعرف على التاريخ المشترك كآلية لفتح الحوار بين مكونات المجتمع لذلك كان التعرف على تاريخ الاديان المنتشرة في العراق فالزرادشتية لها تاريخٌ حافلٌ بالفلسفة الإنسانية وجذورها ممتدة إلى فجر التاريخ ، وكذلك الايزيدية اما اللقاءات مع قيادات الخطاب الديني لمختلف الطوائف والأديان فهي بحد ذاتها مصدر الهام لحل النزاعات وبناء السلام عبر الحوار.
فالتعرف على الية صنع القرار الديني مكنتني من فهم بعض الإلتباسات التي كانت ترادوني عند النظر في بعض المسائل والمواقف ، لطالما كانت السرديات الدينية موجهة نحو تحقيق السلام للإنسانية وهذهِ التجربة شَعرتُ بها برصانة هذهِ السرديات ونقاء مقاصدها .
