احمد محمد/ بغداد
منذ ولدت وحتى اليوم أعيش في بغداد وفيها أكملت دراستي الجامعية مررت بكل شوارع مدينتي و الفتها عيوني وحفظت دروبها قدماي وإطارات سيارتي، او هكذا كنت أتوقع.
فجأة اكتشفت اني لم أرها من قبل!!!!!
من سنجار الى بغداد جاء الاخوة والاخوات من الايزيديين والمسلمين معا لنعيش تجربة عميقة .
توقعت ان القضية هي زيارة بعض الاماكن داخل العاصمة كما اعتدنا، لكن ما حصل هو أنني شاهدت مدينتي بعيون الاخرين من أبناء وطننا لأول مرة ، زرت بغدادي التي أعيش فيها منذ عقود لأول مرة!!!!!!
أستمتعنا بمشاهدة ما آلفتهُ عيوننا ، وآنستنا الرفقة الجميلة ، حيث فُتحت أعيننا على أعراق وديانات أخرى لطالما سمعنا عنها ولم تحن الفرصة آنذاك لمعرفتها عن قرب ، أستدركت وبشكل شخصي بأن بغداد عالم كامل اكبر بكثير من محيطنا وافكارنا وما نعتقده ، أستفدت بشكل كبير من الجولات والزيارات لباقي مكونات وطننا بشكل عام وبغدادنا بشكل خاص ، أبهرني ما سمعته من اخواننا ممن يعتنقون الزرادشتية كدين لهم بأنهم ينتمون لأقدم دين توحيدي على وجه الارض ، وأصالة الدين الايزيدي وتسامح الدين المسيحي وسلام دين الأسلام ، أسعدني حضور الأشقاء من سنجار بروح وطنية وحماس عالي ، وكأنهم يضعون أصابعهم بعين المآسي التي مروا بها وبنظرة تحدي يتجاوزون معاناتهم ويبدأون من جديد ، كالعادة …
بعد التطور التكنولوجي وظهور الانترنت والعولمة أصبح العالم قرية صغيرة كما هو القول السائد ، ولكن قرية من دون روح ، لا تحتوي شيئاً سوى المعلومات والتواصل الجامد ، وهنا يأتي دور ( مسارات ) لبث الروح في هذا القرية الصغيرة من خلال برامج المعايشة التي تجمع النقيضين دون الاصدقاء ، وجعلهم عائلة حقيقية واحدة ضمن هذا الوطن وهذا العالم ، أعتدنا بأننا قد نسمع عن الاخر او نقرأ عنه الكثير والكثير ولكن لا شيئ أفضل من اللقاء والعيش معا.
وعسى ان نلقاكم بكل خير وسلام.
